تقنية اصلاح الفتق لمرضى كان من المستحيل اصلاح الفتق فيهم من قبل

التخدير الموضعي في إصلاح الفتق: خيار آمن وفعّال

مقدمة

يُعدّ إصلاح الفتق من الإجراءات الجراحية الشائعة التي تُجرى لعلاج بروز عضو أو نسيج من خلال نقطة ضعف في جدار التجويف الذي يحتويه، وغالباً ما يكون في منطقة الأُربية (الفتق الإربي). تقليدياً، كانت تُجرى هذه العملية تحت التخدير العام أو النصفي. ومع ذلك، برز التخدير الموضعي كخيار علاجي آمن وفعّال، خاصةً للمرضى الذين قد لا يتحملون مخاطر التخدير العام.

ماهية التخدير الموضعي في جراحة الفتق؟

التخدير الموضعي هو إجراء يتم فيه حقن دواء مخدّر في منطقة العملية لتعطيل الإشارات العصبية ومنع الإحساس بالألم، مع بقاء المريض مستيقظاً وواعياً طوال فترة الجراحة. غالباً ما يُعطى المريض أيضاً مهدئاً خفيفاً عن طريق الوريد لتعزيز الاسترخاء وتقليل القلق. هذا الأسلوب يسمح للجراح بإجراء العملية دون أن يشعر المريض بأي ألم في موقع الفتق.

مزايا استخدام التخدير الموضعي

يوفر التخدير الموضعي العديد من الفوائد الهامة للمريض والجراح على حدٍ سواء:

• انخفاض المخاطر: يُعد التخدير الموضعي أقل خطورة بكثير من التخدير العام أو النصفي، خاصةً للمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة كالقلب أو مشاكل في الجهاز التنفسي، حيث يجنّبهم مخاطر التخدير العام مثل مشاكل التنفس بعد العملية.

• سرعة التعافي: يكون التعافي بعد التخدير الموضعي أسرع، حيث يستفيق المريض من التخدير الخفيف (المهدئ) بسرعة أكبر، مما يقلل من فترة المكوث في المستشفى.

• ألم أقل بعد العملية: يدوم تأثير المخدر الموضعي لفترة بعد انتهاء الجراحة، مما يوفر تسكين فعال للألم ويقلل الحاجة إلى مسكنات قوية في الساعات الأولى بعد العملية.

• تجنب الآثار الجانبية للتخدير العام: مثل الغثيان والقيء والارتباك التي قد تحدث مع التخدير العام.

• مناسب للحالات الصعبة: يعتبر خياراً مثالياً لمرضى القلب وكبار السن الذين قد لا يتحملون التخدير العام.

د محمد عصمت

استشاري جراحات الفتاق وعضلات البطن

طريقة الإجراء

في جراحة الفتق تحت التخدير الموضعي، يتم إتباع الخطوات التالية:

1. الاستعداد: يتم وضع المريض في وضع مناسب ومراقبته عبر أجهزة قياس العلامات الحيوية.

2. التخدير: يقوم طبيب التخدير بحقن الدواء المخدر بدقة حول الأعصاب المغذية لمنطقة الفتق (عادةً في جدار البطن والأُربية). قد يُستخدم جهاز الموجات فوق الصوتية لتحديد موقع الحقن بدقة.

3. المهدئ: يُعطى المريض مهدئاً للمساعدة على الاسترخاء وتقليل الوعي بالأصوات أو التحركات المحيطة، مع الاحتفاظ بقدرة الاستجابة للأوامر البسيطة.

4. الجراحة: يبدأ الجراح العملية (سواء كانت جراحة مفتوحة أو باستخدام المنظار في بعض الحالات) دون شعور المريض بالألم.

5. الانتهاء: بعد إغلاق الجرح، يبقى المريض تحت المراقبة لفترة قصيرة قبل السماح له بالعودة إلى المنزل في اليوم نفسه في معظم الحالات.

الخلاصة

لقد أثبت التخدير الموضعي مكانته كتقنية متطورة وآمنة في جراحة إصلاح الفتق، خاصة الفتق الإربي، مما يجعله خياراً مفضلاً للعديد من المرضى، ويساهم في تحسين نتائج الجراحة وتقليل مدة التعافي.

وقد قام د محمد عصمت باجراء الكثير من الجراحات باستخدام المخدر الموضعي وكان ذلك أملًا جديدًا لمئات المرضى الذين كانوا يعانون من أمراض ومشاكل صحية كانت تمنعهم من اجراء العملية تحت مخدر عام