الفتق العملاق والفتق المرتجع

تعتبر حالات الفتق من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا، وتتنوع في شدتها وأنواعها. ومن بين هذه الأنواع، يبرز الفتق العملاق والفتق المرتجع كحالات تتطلب اهتمامًا خاصًا وتدخلًا جراحيًا دقيقًا نظرًا للتحديات التي تمثلها. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل كلًا من الفتق العملاق والفتق المرتجع، مع التركيز على أسبابهما وأعراضهما وطرق علاجهما، بالإضافة إلى أهمية التشخيص المبكر والمتابعة الطبية المستمرة.

الفتق العملاق:

يُعرّف الفتق العملاق بأنه بروز جزء من الأمعاء أو الأنسجة الأخرى عبر فتحة في جدار البطن، ويكون حجم هذا الفتق كبيرًا بشكل ملحوظ، حيث يتجاوز قطره عادة 10 سم. يمكن أن يحدث الفتق العملاق في أي مكان في جدار البطن، ولكنه غالبًا ما يحدث في المناطق التي خضعت لعمليات جراحية سابقة.

أسباب الفتق العملاق:

• الجراحة السابقة: تعتبر الجراحة السابقة في البطن أحد أهم عوامل الخطر للإصابة بالفتق العملاق، حيث يمكن أن تضعف جدار البطن وتؤدي إلى تكوين فتق.

• السمنة: تزيد السمنة من الضغط على جدار البطن وتضعفه، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالفتق.

• الحمل: يمكن أن يؤدي الحمل إلى تمدد عضلات البطن وإضعافها، مما يزيد من خطر الإصابة بالفتق.

• ضعف عضلات البطن: يمكن أن يحدث ضعف عضلات البطن نتيجة للشيخوخة أو بعض الأمراض، مما يجعل جدار البطن أكثر عرضة للإصابة بالفتق.

• 
  

أعراض الفتق العملاق:

• انتفاخ كبير في البطن: يعتبر الانتفاخ الكبير في البطن العرض الأكثر شيوعًا للفتق العملاق.

• ألم في البطن: قد يشعر المريض بألم في البطن، خاصة عند السعال أو العطس أو رفع الأشياء الثقيلة.

• غثيان وقيء: قد يعاني المريض من غثيان وقيء إذا حدث انحباس للأمعاء داخل الفتق.

• إمساك: يمكن أن يسبب الفتق العملاق إمساكًا بسبب انسداد الأمعاء.

• 
  

علاج الفتق العملاق:

يعتبر التدخل الجراحي هو العلاج الوحيد للفتق العملاق. ويتمثل الهدف من الجراحة في إرجاع العضو البارز إلى مكانه الطبيعي وإصلاح الفتحة في جدار البطن. وفي حالة الفتق العملاق، غالبًا ما يحتاج الجراح إلى استخدام مواد صناعية (شبكات) أو أنسجة من الجسم لتقوية جدار البطن ومنع تكرار الفتق.

الفتق المرتجع:

الفتق المرتجع هو نوع من الفتق يحدث بعد إجراء عملية جراحية لإصلاح فتق سابق. يمكن أن يحدث الفتق المرتجع بسبب عدة عوامل، منها:

• ضعف الأنسجة المحيطة بالفتق الأصلي: يمكن أن تضعف الأنسجة المحيطة بالفتق الأصلي بعد الجراحة، مما يزيد من خطر تكرار الفتق.

• التهاب أو عدوى في مكان الجراحة: يمكن أن يؤدي الالتهاب أو العدوى في مكان الجراحة إلى ضعف الأنسجة وتكوين فتق جديد.

• عدم اتباع تعليمات الطبيب بعد الجراحة: عدم اتباع تعليمات الطبيب بعد الجراحة، مثل تجنب رفع الأشياء الثقيلة، يمكن أن يزيد من خطر تكرار الفتق.

• 
  

أعراض الفتق المرتجع:

تشبه أعراض الفتق المرتجع أعراض الفتق الأصلي، وتشمل:

• انتفاخ أو كتلة في مكان الجراحة: قد يلاحظ المريض انتفاخًا أو كتلة في مكان الجراحة السابقة.

• ألم في مكان الجراحة: قد يشعر المريض بألم في مكان الجراحة، خاصة عند السعال أو العطس أو رفع الأشياء الثقيلة.

• 
  

علاج الفتق المرتجع:

يشبه علاج الفتق المرتجع علاج الفتق الأصلي، ويتمثل في التدخل الجراحي لإصلاح الفتحة في جدار البطن. ولكن، قد يكون علاج الفتق المرتجع أكثر تعقيدًا من علاج الفتق الأصلي، خاصة إذا كان الفتق كبيرًا أو إذا كان المريض يعاني من مشاكل صحية أخرى.

الخلاصة:

يعتبران الفتق العملاق والفتق المرتجع من الحالات الطبية التي تتطلب عناية خاصة وتدخلًا جراحيًا دقيقًا. من المهم استشارة طبيب متخصص في حالة ظهور أي أعراض للفتق، حيث يمكن للتشخيص المبكر والعلاج المناسب أن يمنع حدوث مضاعفات خطيرة.