لماذا يرتفع سعر إصلاح الفتق بالمنظار (Laparoscopic Hernia Repair)؟ التكاليف مقابل المزايا

أصبح إصلاح الفتق الإربي أو السري باستخدام تقنية المنظار (Laparoscopy) هو المعيار الذهبي للعديد من الجراحين حول العالم، لما يوفره من فوائد جمة للمريض، أبرزها صغر الجروح، سرعة التعافي، وتقليل الألم بعد العملية. ومع ذلك، يلاحظ الكثير من المرضى أن التكلفة الإجمالية لهذه الجراحة أعلى بشكل ملحوظ مقارنة بالجراحة التقليدية المفتوحة.

فلماذا يُعد سعر جراحة الفتق بالمنظار مرتفعًا نسبيًا؟ يرجع هذا الارتفاع إلى مجموعة من العوامل المتشابكة المتعلقة بالتكنولوجيا، المواد المستخدمة، ومهارة الفريق الطبي.

1. التكنولوجيا والمعدات المتقدمة

تعتبر المعدات اللازمة لإجراء جراحة بالمنظار هي العامل الأكبر في رفع التكلفة، وتختلف هذه المعدات اختلافًا جذريًا عن الأدوات البسيطة المستخدمة في الجراحة المفتوحة:

• الأجهزة البصرية (الكاميرا والمنظار): يتطلب المنظار كاميرا عالية الدقة وشاشات مراقبة متطورة لتوفير رؤية مكبرة وواضحة لداخل تجويف البطن أو المنطقة الجراحية. هذه الأجهزة مكلفة في الشراء والصيانة والتعقيم.

• أدوات العمليات الخاصة: يحتاج الجراح إلى مجموعة من الأدوات الدقيقة والطويلة التي يتم إدخالها عبر فتحات صغيرة (عادة 3-4 فتحات)، مثل الملاقط والمقصات وأدوات الكي (Electrocautery). هذه الأدوات مصممة خصيصًا للجراحة قليلة التوغل.

• جهاز النفخ (Insufflator): يُستخدم هذا الجهاز لضخ غاز ثاني أكسيد الكربون داخل البطن (لخلق مساحة للعمل والرؤية)، وهو جهاز معقد يتطلب معايرة وصيانة دورية.

2. الشبكات والمواد الجراحية المتخصصة

في جراحة الفتق بالمنظار، يتم استخدام شبكات (Mesh) مصممة خصيصًا لتناسب طريقة الوضع من الداخل والتثبيت.

• شبكات ذات جودة عالية: غالبًا ما تكون هذه الشبكات خفيفة الوزن وأكثر مرونة ومتوافقة حيوياً، مما يقلل من تفاعل الجسم معها ويقلل من احتمالية الألم المزمن. هذه الشبكات المتقدمة تكون أغلى من الشبكات التقليدية المستخدمة في الجراحة المفتوحة.

• أدوات التثبيت (Fixation Devices): قد تتطلب العملية المنظارية استخدام أدوات تثبيت آلية (مثل الدبابيس الجراحية أو الغراء الفيبريني) لتثبيت الشبكة على جدار البطن من الداخل. هذه الدبابيس أو الغراء هي مواد استهلاكية ذات استخدام واحد وتعتبر باهظة الثمن مقارنة بالخياطة اليدوية البسيطة.

3. مهارة وخبرة الفريق الجراحي

لا يمكن لأي جراح تقليدي إجراء عملية بالمنظار دون تدريب خاص ومكثف. الخبرة المطلوبة لعملية المنظار تساهم بشكل كبير في التكلفة:

• التدريب المتخصص: يتطلب إتقان تقنيات المنظار سنوات من التدريب والخبرة، وهذا يرفع من أجر الجراح المتخصص مقارنة بالجراح العام الذي يجري الجراحة المفتوحة.

• النجاح وقلة الانتكاس: كما ذُكر سابقاً، تُحقق جراحات المنظار نسب نجاح عالية ومعدلات انتكاس منخفضة جدًا، مما يعني أنك تدفع مقابل جودة إصلاح مضمونة تقلل من الحاجة لعمليات تصحيحية مستقبلية.

4. وقت العملية واستخدام غرفة العمليات

على الرغم من أن عملية المنظار قد تكون أسرع في يد الجراح الخبير، إلا أنها تتطلب وقتًا إضافيًا لـ:

• تحضير المعدات: يتطلب إعداد وتجهيز وتعقيم جميع أجهزة المنظار وقتاً إضافياً من فنيي غرفة العمليات.

• التعامل مع التكنولوجيا: قد تستغرق المراحل الأولية للعملية (مثل إدخال الأدوات ونفخ البطن) وقتًا أطول مما يتطلبه البدء في جراحة مفتوحة.

• تكاليف المستشفى المرتفعة: تحاسب المستشفيات على استخدام غرفة العمليات بناءً على الوقت، والتكلفة التشغيلية لغرفة مجهزة بأحدث تقنيات المنظار تكون أعلى.

التكلفة مقابل القيمة: استثمار في التعافي السريع

عند التفكير في السعر المرتفع لجراحة الفتق بالمنظار، من المهم النظر إليها على أنها استثمار في التعافي السريع وتقليل المضاعفات المستقبلية.

في النهاية، بينما يرتفع السعر بسبب التكنولوجيا المتطورة والمواد الجراحية المخصصة والخبرة العالية، فإن المريض يحصل في المقابل على فترة نقاهة أقصر، ألم أقل، وعودة أسرع إلى الحياة الطبيعية، مما يُترجم إلى قيمة اقتصادية واجتماعية عالية تبرر فرق السعر.

ويعد د محمد عصمت اقدم الجراحين في مصر والوطن العربي الذي يستخدم تقنيات اصلاح الفتق الاربي بالمنظار منذ زمن بعيد وبخبرة وجودة منقطعة النظير ويستخدم اجود الآلات والشبكات والأدوات عالية الجودة. وكل هذه الامور تنعكس علي النتائج النهائية التي تعد الأعلى في الشرق الأوسط